الخميس، 12 مايو 2016

"ضباب وغبار على مرآة"

تعرفت عليها..
كان ذلك من خلال مرآة ؛ بدا الأمر غريبا..
نظرت إليها ونظرت إليّ.. ؛ تعرفت عليها وتعرفت عليّ..
كان تعارفا سطحيا.. ومع مرور الأيام تعمّق..
نظرت إلى وجهها ،عينيها ، شفتيها ، أنفها وشعرها ..
يوجد هنا بثور وهناك خال وهنالك...
كنت أنظر إلى صورتي المنعكسة في المرآة..
وكان لنا موعدا نلتقي فيه..
أنا وهي.. نفسي (ها).. شكلي (ها).. صورتي (ها).. و..
صوتي وصوتها..
خصوصا الصوت كان له رجعا ..
هل كان صدى وخيالا.. أم كانت نبرات حقيقة وواقعا..؟
ألفتها واعتقدت أنها ألفتني..
أحد الأيام رحت حسب موعدنا ولم أجدها..
تشوش خاطري.. وفكرت في أشياء سلبية..
هل نسيت موعدنا فتخلفت عنه أم تغيرت من ناحيتي ..؟
أم بناظري خلل ؟
أعدت النظر في المرآة.. لا شيء..
نظرت حولي ورأيت الأشياء كما هي..
ما يعني أن الخلل ليس بناظريّ..
اقتربت من المرآة.. وقرّبت يدي منها..
أمررت إصبعي عليها فتجلى جزء يسير من الصورة المنعكسة..
لقد كان عليها ضباب وغبار..
لم أنتبه لذلك.. ربما لشدة اشتياقي..
أخذت أمسح الضباب والغبار العالقين بالمرآة ..
كلما مسحت جزءً اتضحت الصورة أكثر..
حتى ظهرت الصورة كاملة وتجلت لي..
وعادت الأمور إلى طبيعتها..
هل القلوب كالمرايا يمكننا أن نمسح عنها ما علق بها من كدرٍ تجاه الآخرين..؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق