الأحد، 15 مايو 2016

"أنا راضية بربي"

عدّدت ما وهبني خالقي من نعم فوجدتها كثيرة .. فمن نعمة خلقي من بني آدم " ولقد كرمنا بني آدم.. " إلى نعمتي الإسلام والعقل و...و.. لا يمكن تعدادا نعم الله كلها " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.. " .. وقارنتها بالنعم التي حُرمت منها فوجدت أنه جل في علاه وهبني أكثر مما حرمني .. لذا فأنا راضية بعطائه وحرمانه..

فكرت في ربي الواحد الأحد وفي رب النصارى (ثالث ثلاثة ) تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا.. فوجدت أن يكون لي رب واحد أفضل من أن يكون لي أرباب كثيرين.. أنا لا أحب أن يكون لي أرباب يعلو بعضهم على بعض أو يختلف أحدهم مع الآخر في مصيري أو في مصير هذا الكون الذي سيختل باختلافهم توازنه.. لذا أنا راضية بربي الواحد الذي لا شريك له.
أنا لا أحب أن يكون لربي ولد.. وهل سيكون خالقا هو الآخر أو يكون مخلوقا مثله مثل باقي المخلوقات .. فإن كان الأول فإنه قد يخلق ما لا يرضاه والده .. ويختلفان لذلك فيختلفان في أمور أخرى أحدهما قد يخلق شيئا يفنيه الآخر أو العكس .. أو أحدهما يفعل شيئا لا يقبله الآخر فيتنازعان فيفترق الناس بينهما وهذا خطير جدا فإن اختلاف الناس في من هم دون الخالق جعل بعضهم يسفك دماء بعض فما أدراك إن كان تفرقهم من أجل إلهين كل واحد منهما لها قدرة خارقة ..؟ وإن كان الثاني فإنه سيفضله ويصطفيه لمجرد أنه ابنه لا عن استحقاق وقد يخيّره في أمره وحتى في أمر غيره فمن فعل ما يرضي الابن فرضي عنه أرضى والده عنه فحباه ومنحه .. ومن لم يفعل كان العقاب والنكال .. لذا فأنا راضية بربي الذي " لم يلد.. "
أنا لا أحب أن يكون ربي مولودا ؛ له أبوين يتحكمان به أو يقرران عنه ما يفعل و ما لا يفعل .. وفي هذا الحالة أيضا هل يكونان إلهين أم أنهما مخلوقان ينجبان الإله فإن كان الأول فهما أولى بالطاعة منه لأنهما الأصل وهو الفرع .. وإن كان الثاني فسيكون هو أيضا مقهورا يخضع لما تخضع له المخلوقات الأخرى.. لذا فأنا راضية بربي الذي "لم يولد"

أنا لا أحب أن يكون ربي مما يمكن أن أتصوره أو أعقل شكله أو أحدد مكان تواجده لذا فأنا راضية بربي الذي "ليس كمثله شيء"

ولا أحب أن يكون ربي مجسما أضعه حيثما شئت ولا صورة أعلّقها أو آخذها معي حيثما ذهبت لذا فأنا راضية بربي الذي"هو في السماء إله وفي الأرض إله".
أنا لا أحب أن يكون ربي ممن ينامون أو يغفلون فيختل توازن هذا الكون الفسيح ولو أن توازنه اختل لما استقامت الحياة كلها.. لذا فأنا راضية بربي الذي "لا تأخذه سنة ولا نوم "

أنا لا أحب أن يكون لربي يد مثل يدي أو سمع مثل سمعي أو بصر مثل بصري أو أي شيء خلقه لي مثل الذي هو له.. لذا فأنا راضية بربي الذي "لم يكن له كفؤا أحد "

أنا أحب ربي لأنه خلقني وعرفني به وأحبه لأنه جعلني من أمة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين ..
وأحبه لأنه وفقني في دراستي ولم يجعلني من الجاهلين
ورغم تقصيري وكثرة ذنوبي ورغم كل شيء .. فأنا راضية بربي وأرجو أن يرضى هو عني لأرضى عنه..

اللهم اجعلني من الذين "رضي الله عنهم ورضوا عنه " آآآمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق