الجمعة، 3 يونيو 2016


"غزّواي يَرْوي.."

قصفنا المعتدي الصهيوني ولعدة أيام بالعديد من الصواريخ.. كانت الصواريخ كالظلّ.. رفيقة لنا في ساعات يومنا ننام على نغمات أصواتها ونستيقظ على نغماتها ، نفطر عليها ونتعشى عليها ، نجلس على صوتها ونقوم عليه ، نصلي وهي ترافقنا و نتلو القرآن وهي رفيقنا.. لا تكاد ساعات يومنا تخلو من صوتها النشاز.. صاروخ في بيتنا وآخر عند جيراننا وثالث عند جيران جيراننا وهكذا.. صار سكان غزة يحيون على نغمات الصواريخ.. ويموتون أيضا بالصواريخ وعلى نغمات الصواريخ.. مرة وأنا جالس في بيتنا سمعت صوتها آتيا من فوقي من ناحية السقف.. رفعت بصري وإذ بي أرى أحد الصواريخ يخترق الإسمنت بصوته المخيف.. ثم يدخل ويتجه نحوي.. قمت مسرعا متوجها ناحية الباب حتى لا يقع عليّ.. التفت هنيهة إلى الوراء لأرى أين يسقط .. نزل الصاروخ حيث كنت جالسا وما كاد يصل إلى مكان جلوسي حتى استدار متوجها ناحية الباب حيث كنت .. فزعت فزعا شديدا.. فأخذت أركض وهو يتبعني.. ثم فكرت وقلت : يجب أن أعرّج يسارا حتى لا ينفجر عليّ .. عرّجت يسارا فعرّج يسارا .. التفتُّ خلف جدار بيتنا فالتفت هو أيضا.. تأكدت أنه أرسل لأجلي وأنه لن يتوقف حتى يخترق جسدي.. تساءلت في نفسي: أ له عيون يبصر بها ؟ أم أن اسمي مدوّن عليه ؟ وبسرعة أخذت أفكر بما عليّ فعله.. وأخذت أستغفر الله وأستعين به.. فجأت خطرت ببالي فكرة انبطحت أرضا وبقيت كذلك منتظرا مجيئ الصاروخ.. جاء مسرعا نحوي وهو يردد اسمي... !!! عندما وصل أمامي لينفجر تدحرجت كما يتدحرج البرميل.. لكن الصاروخ كان غبيّا ولم يستدر.. ثم انفجر هناك.. أغمضت عينيّ وجعلت أصبعيّ في أذنيّ من هول الانفجار ثم.. استيقظت من منامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق