السبت، 18 يونيو 2016

"كم مرة ختمت القرآن في رمضان ؟"
كثيرا ما يطرح هذا السؤال وكأن ختم القرآن لا يكون إلا في شهر رمضان .. ويتفاخر الناس بعدد الختمات التي حصّلوها في هذا الشهر المبارك ، ويتنافسون في من يحصّل أكبرعدد منها ، ولربما في الختمات التي ختموها قرأوا القرآن هذرا أو أنها كانت مجرد نطق بالحروف دون فهم لما يقرؤون ويرتلون ، وتجد من يحاول تحسين صوته بالتلاوة لكن دون فهم لمعاني القرآن هذا إن قرأ مبانيه بالطريقة الصحيحة ، فكم ممن يقرأ القرآن يرفع بدل أن ينصب أوينصب مكان الرفع أو يجر غير المجرور ...إلى غير ذلك من الأخطاء التي يفعلها القارئ في ختماته الكثيرة حيث يعتقد أنه يتعبد بالتلاوة وربما قال كلاما قبيحا لا يصح .. وهو لا يدري ذلك ، أما عن التدبر فحدث ولا حرج ..
فكيف يعقل أن يتدبرالمعاني من يقرأ وهو لايكاد يرى المباني التي يلفظها ويكون جل ّهمّه الوصول إلى نهاية السورة ليبدأ في الأخرى.؟
قيل أن النظر في المصحف عبادة لكن أن يكون النظر مع التدبر هو المقصود أما الذي ينظر إلى رسم الكلمات فهذا لا معنى له إطلاقا. صحيح أن رمضان هو شهر القرآن وتلاوته لكن ليس للاكثار من عدد الختمات على حساب فهم الكلمات وتدبرمعانيها، إن الذي يقرأ القرآن ويتدبر معانيه يرسّخ كلام رب العالمين في قلبه فينقلب رسم الكلمة من المصحف إلى القلب وتنقش صورته فيه وهذا مما يساعد على تثبيته وحفظه ، وبالتكرار والاستمرار يعي القلب ما يحفظ ، فيستشعر ما يقرأ ، فيخشع له ثم تخشع له الجوارح .. وهكذا يصير القرآن ربيعا لقلوبنا ونورا لصدورنا .
فلا يكون همّنا أخواتي / إخواني عدد الختمات وإنما عدد ما فهمنا من الآيات ...
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق