الاثنين، 20 يونيو 2016

"زيارات رمضانية"
تكثر الزيارات الليلية ( سهرات) في شهر رمضان وتتعدد أسبابها ، منهم من يفعلها صلة رحم ومنهم من يفعلها عادة رمضانية دأب الناس عليها ...إلخ لكن لهذه الزيارات مساوئ أكثر مما لها من منافع... منها أنّ النساء يتنافسن في تحضير مختلف الحلويات والعصائر وتقديمها في أفخر الأواني وأجملها ويحترن في كيفية تقديمها ؛ فالتي تبحث وتسأل ما هي أفضل طريقة لتقديم الحلوى أوالعصائر ومتى يكون الوقت المناسب لذلك، كما يحترن في الملابس التي يرتدينها ويسارعن في البحث عن الموضات الجديدة وكل ذلك للتفاخر بينهن.. أما ما يحدث في تلك السهرات فحدث ولا حرج ، فالغيبة والنميمة تكونان فاكهتي المجالس المفضلة وتجد كل واحدة تنظر إلى الأخرى ماذا ارتدت من فستان وكيف هي حقيبتها ، والحذاء الذي انتعلته...إلى غير ذلك. ولربما عندما يرجعن إلى بيوتهن يغتبن المضيفة ويُخرجن العجب في ضيافتها ..والله المستعان.
حتى مجالس الرجال لا تكاد تختلف عن مجالس النساء كثيرا ، فهم إما يتحدثون عن أسهمهم في البورصة وعن الصفقات التي أبرموها والأرباح التي جنوْها أو التي ينتظرون جنْيها ، أو يتحدثون عما أكلوه والكمية التي أكلوها ، أو يتحدثون عما صرفوه وأنفقوه في هذا الشهر للمباهاة والافتخار... هذا وقد يتحدثون عن فلان وتجارته وعن علان والصفقات التي عقدها أو يتحدثون عن الفريق الرياضي الذي يناصرونه وعن النتائج أو الخسائر التي أحرزها.. وهكذا ؛ وكل هذه المجالس سواء كانت مجالس النساء أو كانت مجالس الرجال لا تخلو من القيل والقال وكثرة الهمز واللمز ..والله المستعان.
فمن المفيد والأجدر أن يغتنم المسلمون هذه الليالي في العبادات وكثرة الذكر حتى يحصلوا أكبر الأجر ، لذا فالتقليل من هذه الزيارات أو إلغائها كليا أفضل وليكتفي الناس بدعوات الإفطار ، لكن بعد الإفطار ليذهب كل للتعبد و العمل الصالح وليترك المسلمون الزيارات لأيام العيد لأنها أيام فرح وأكل وشرب واجتماع وتزاور.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق