الاثنين، 13 يونيو 2016

"سحاب سابح في السماء"
مرّعلي اليوم الأول من رمضان دون أن أرى الهلال ، لأن السماء كانت غائمة ، فقررت أن أرقبه في الغد ؛ فأنا لا أحبّ أن يمرّعليّ ثالث يوم من دخول الشهر من دون أرى الهلال ؛ لذا أخذت في اليوم الموالي وقبل دخول وقت المغرب بفترة، أنظر إلى السماء وفي كل اتجاه عساني أظفر به وبرؤيته...، لكن كان في السماء سحب كثيرة ورغم أنها لم تكن بكثافة أمس ، إلا أنّه كان مستحيلا عليّ رؤية الهلال والتمتع بطلّته.
في البداية تذمّرت من الأمر كوني لن أرى الهلال اليوم أيضا ، ثم أخذت أنظر في السحاب فلقد كان المنظرالمرتسم أمامي رائعا جدا ؛ كانت السحب منتشرة بكيفية فيها لمسة جمالية وكأنّ أحدهم نثرها هكذا في السماء...كما ينثر الفلاح الحبَّ في أرضه التي ينوي أن يزرعها.
لقد أُخذت بالمنظر إلى درجة أنني قلت ما هذا الجمال ! ..وكأنّ رساما بارعا رسم بريشته السحريّة هذه اللوحة البهية....بعدها كأنني استيقظت من غفلتي فاستغفرت ربي عن زلتي ...
ماذا دهاني ؟!.... رساما !!!... كيف تجرأت على مثل هذا الكلام ؟!
حقا " قتل الإنسان ما أكفره " ....
فمن أبدع ممن خلق الأرض والسماوات العلى ؟ ، سبحانه " بديع السماوات والأرض " ، " تبارك الله أحسن الخالقين" ...
أجل إنّه الله جلّ في علاه ،خالق كل شيء لا إله إلا هو" الذي يرسل رياحا فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا.."، لقد كانت السحب قطعا صغيرة متناثرة ومتقاربة ثم أخذت تتحرك ويلتصق بعضها ببعض ثم تتكوّم على بعضها البعض ،فيكبر حجمها ويختلف شكلها وتتكون سحب جديدة فتتلاشى تلك اللوحة التي كانت مرسومة أولا لترتسم لوحة أخرى سابحة في السماء مسبّحة ربّ الأرض والسماء ، فسبحان من " يسبح له من في السماوات والأرض، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ،ولكن لا تفقهون تسبيحهم ،إنه كان حليما غفورا" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق