الأربعاء، 27 أبريل 2016

تأملات في مرآة ؟
نظرت في المرآة فرأيت فيها صورة.. تأملتها فإذا هي تشبهني .. ربما أنا من يشبهها .. هل هي أنا أم أنا هي ؟.. نظرت إليها جيدا .. من الحقيقة أنا أم هي ؟ ومن الصورة هي أم أنا ؟
فكرت مليّا .. الحمد لله الذي وهب لنا عقلا نميز به .. قررت أن أحرك عضوا من أعضائي ..فأي الصورتين تحركت أولا كانت هي الحقيقة وغيرها انعكاس لها وخيال.. حركت يدي فتحركت الصورتان في نفس الوقت..

ما هذا ؟! كيف لي أن أحدد أين الحقيقة وأين الخيال ؟ ..
أعدت التفكير.. سأحرك يدي اليمنى.. حركتها .. هذا جميل ، الصورة المقابلة حركت اليد اليسرى 

إذن أنا الحقيقة والصورة المقابلة هي الانعكاس.. إنعكاس لشخصي وربما لـ .. أجل هذه الصورة التي تظهر في المرآة هي نفسي ، نفسي التي تعاندني - أحرك اليمنى وتحرك اليسرى - إنها نفسي الأمارة بالسوء .. نفسي الشريرة..لمَ لا تطاوعينني أيتها النفس الأمارة بالسوء ؟ أوَ لست ستتعذبين إن تعذبت ؟ أوَ لست ستحترقين إن احترقت .. ما هذا الاستهتار واللامبالاة ؟ أعينيني على الخير فأنجو وتنجين معي .. أريد أن نرتقي إلى العلياء وأن نسبَح في ملكوت السماوات ..
ماذا أفعل يا ترى ؟..

 نظرت في صورتي التي تقابلني في المرآة فقلت في نفسي - نفسي غير الأمارة بالسوء - إن الزجاج سهل الكسر وبإمكاني أن آخذ أي شيء صلب وأكسر المرآة.. هكذا سيتناثر زجاجها وتتلاشى الصورة التي بداخلها ،فتصبح عدما.. كأن لم تكن.
لكن هل سيحقق لي هذا ما أصبو إليه ؟ هل بكسر المرآة تنكسر شهوات نفسي التي بداخلي.. ما الشي الذي يمكّنني من كسر شهوات نفسي والتغلب عليها ؟
مولاي.. أنرْ بصيرتي وسدّدْ خطاي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق