السبت، 14 يناير 2017

"ذكريات جامعية"
تذكرْت بدايات اِلْتحاقي بالجامعة .. مكان مخْتلف جدا عن الثّانوية ، القاعات كبيرة ، أعْداد الطّلاب كثيرة وللوهْلة الأولى يعْتقد الدّاخل إليه -الحرم الجامعي كما يسمّونه- أنّه لا يوجد نظام يحْكم المكان ..

 دخلْت قاعة مكْتظّة بالطّلاب ، جلسْت حيْث وجدْت مكانا شاغرا - في الثّانوية لكلّ مكانه الخاص به -
جلسْت أنْتظر الأسْتاذ ..كان مكْتبه بعيدا عن مكان جلوسي، صحيح هو في مرْكز القاعة لكنّه كان بعيدا !!!  ولشدّة الضوْضاء لم أنْتبه لدخوله حتى سمعْت صوْته يخْرج من مكبّر الصّوْت!!  طبْعا دون مكبّر للصّوْت كيْف سيسْمعه كلّ الطّلاب !
المهمّ.. أخْرجْت دفْتري وأمْسكت القلم، أخذ الأسْتاذ في إلْقاء الدّرْس وأنا أسْتمع.. بعْدها عرفْت أنّه عليّ تدْوين ما يقوله !!! وأنّ الأمْر ليْس كما كان عليْه في الثانوية، فالأسْتاذ المحاضر لن يكْتب لنا على السّبورة.. !!
إذن كان للسّبورة دوْر هامّ !  أولئك الذين كانوا يكْرهون السّبورة في مراحل حياتهم الدّراسيّة أكيد سيفْتقدونها في الجامعة..

لما عرفْت أنّه عليّ تدْوين الدّروس أخْذت أسْرع في الكتابة.. لكن كان الأسْتاذ كالقطار الذي لا تُرى عجلاته من شدّة السّرْعة !
وهكذا كنْت أحاول دائما اللَّحاق به، لكن كم فراغات تركْت في دفاتري .. حتّى صرْت أحبّ الفراغات..

بعْدها تعرّفْت على زميلات الدّراسة وكان منهنّ من لها أقارب أو جيران سبقونا في الدّراسة كنّا نأْخذ المطبوعات..
وكم صرفْت مالا على المطْبوعات.. !!
أيْضا صرْفت الكثير من المال على مؤلفّات الأساتذة.. فقد كان الأسْتاذ المحاضر يدْخل عليْنا يلْقي الدّرْس كالقطار الذي يريد اللّحاق بالمحطّة قبْل الأوان ثمّ..
"تجدون في المكْتبات مؤلّفَاتي وكلّ ما عليْكم هو شراؤها".
 تجارة رابحة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق